إحساس الشبع

كان يراقبني وأنا لا أدري عنه كان يعرف تلهفي القوي نحو الطعام النظيف والشراب اللذيذ, أردتُ أن أتذوق ذلك الشئ المدعوا " كوكتيل " الا ان امعائي اعتادت علي سندوتشات الفول والطعمية.

رأي فقري جيداً رأه بوضوح شديد بداية من الحشرات في رأسي حتي تلك الطبقة الاسفلتيه المصنعة من جلد قدمي وبالاخص ذلك التشقق كان شعور الحذاء او الشبشب بقدمي غريب اعتدتُ أن اسير حافية القدمين مني إلي الارض مباشرة فليس لي مكاناً غيرها أنام عليها وأكل عليها وأجلس عليها وأسير عليها الشوارع هي أسمي والارض هي أمي.

سألني عن ماضيَ أخبرته بدون خجل مادام كل ما يحتاجة مني قصص فلما ابخل عليه ولو احتاج اكتر لن أعترض فهذا ما املك وهذا ما يريده البعض أحياناً....

 أخبرته بدون خجل عن المرأة التي قابلتها منذ أربعة أعوام كانت افضل ما حدث لي عرضت عليَّ أن احمل لها بطفل من رجل ستجعله يعاشرني وقد راعتني وكانت شديدة الكرم معي أعطيتها مولود جميل لم احاول الكفاح للاحتفاظ به فأنا كما يقولون عني" يادوب عايشة بالعافية " لن أحضر لنفسي عله علي عيلتي في بيت تلك المرأة رأيت للمره الاولي ذلك الشئ المدعوا ديك رومي وتعرفت للمره الاولي علي طاجن سمك صيديه مازلت اشعر بطعمة في فمي لقد فعلت معي ما تفعله معي انت الان الا انني كنت أعلم بما ارادته مني ومازلت اجهل نواياك ولكن لا يهم مادام تشبع امعائي لا شئ يهم الا انني لم ارحمها من الدعاء عليا فبعد حصولها علي الطفل القت بي مجدداً إلي الشارع كان باستطاعتها الاحتفاظ بي وكنت سأعطيها اطفال اكثر كما تريد.

جميع الرجال قبله اطعموني الكباب ويأخذوني لشققهم او فنادق رخيصة يأخذون ما يُريدون ويرحلون ولكنه كان الغريب لمدة أسبوع وهو يطعمني ويغذيني ويقوي بنيتي اخشي ان اعتاده فيختفي.

حتي تلك الليلة أعطاني دجاجة محمره في السمن البلدي بعد ان اخذت حماماً ساخن في شقته وقال لي " كُليها " وفجأة شعرتُ وكأن روحي تقتلع مني وجدتُ صعوبة في التنفس كانت الكلمات تختنق بداخلي اردت ان اقول له توقف الا انني فقدت صوتي ظننتي رحلت عندما غرز أنيابة في عنقي.

الا انني ولدت من جديد في هيئة جديدة وعلمني أهم درس " عشان تشبعي جوعك اختاري فريستك صح....كل ما زاد الشق في رجليه او رجليها كل ما كان سهل عليه يبيع".