الخميس، 28 يونيو 2012

يوم من ايامي

بين الكور والكور ... تحابيش اسمها الايام, والأيام مبتبقاش علي حالها ابداً مره فوق ومره تحت ومره خط مستقيم, بالنسبة ليا حياتي عاملة زاي الرسم البياني ومشحونة شخابيط مش عارفه امتي هاقدر اخلص منها.
بنعمل حاجات حلوة وبنعمل حاجات وحشه وبنعمل حاجات ليها 30 لزمه وبنعمل حاجات مالهاش اي مليون لزمه, وكل دا اللي بيخلي حياتنا حلوة. بصراحة انا برغم ان مرها كتير الا اني شايفه انها حلوة, أصل مع كل حاجة وحشه أوبعدها بتحصل لي حاجة حلوة ( يا أصحابي بيقربوا مني, يا شغلي بيتحسن, يا بكتشف شئ حلو جديد أو بعمل حاجة حلوة تفيدني ) زاي النهاردة في الكور اخدنا درس جديد عن ال directions واخدنا هنا وهناك وهناااااااااااك او بالصعيدي ( هنا /هناك /هناك هيك /ابيه هناك هيك ), والتتنيح كان واضح علي بعض الزملاء وبعضهم افتكر اني بتكلم اردني ( ايموشن سنانة بتلمع ).


كمان اسعد شئ حصل لي ان لقيت تدوينة  ( أنا إنسان ) علمت في صديقة ليا في الكوور وجات شافت الكافيتيريا النهاردة وهي منكشحة كده وسعيدة دا في حد ذاته اسعدني. برضك من الحاجات الحلوة اللي حصلت لي النهاردة  ممممممممم ولا اقولك هاتبقي سر ... هاخليها سر الفتره دي بس هاديكم تلميح ( يا دبلة الخطوبة ) بس حاسبوا مش ليا دا لحد بحبه جدا قوي, كمان من الحاجات الحلوة اللي حصلت معايا النهاردة اني عرفة اقول جملتين علي بعض فرنساوي بدووون غلطات وكمان مش هاقدر انسي مناقشة روايتي المفضلة ( بدينة ولكن ) بجد بنصح الجميع بانهم يقروها ... اه وشوفت صديقة قديمة كنت متخانقة معاها خناقة كبيره وبصراحة كانت وحشاني وكويس اني شوفتها بس حصل مني موقف زباله ... هي اول ما شافتني سلمت عادي جدا جيت وانا مروحة من كتر ما انا مستعجله ومرتبكة نسيت اسلم عليها ( ايموشن مصدوم وجمب منه ايموشن بسنان بتلمع ) صعب صح؟ وليها حق تزعل صح؟ اه والله معاها حق فعلا بس برضك غروري مانعني اقول "سوري".

بصراحة مش عارفة اكتب عن ايه؟ او اتكلم عن ايه؟ التفكير في التدوين كل يوم من تاريخ كذا للتاريخ كذا صعب شوية, اوقات مبيكونش فدماغي شئ حاضر اكتبه او اتكلم عنه وفي نفس الوقت مش عارفه لو اتكلمة عن نفسي معاكم هاتتقبلوا الموضوع ازاي؟؟ هاتزهقوا مني صح؟؟ اصل انا معنديش حاجة اعملها غير اني اتكلم عن نفسي ... بقالي فتره مبكتبش لا قصة ولا خاطرة وحتي دفتر يومياتي بقالي فتره طويلة مكتبتش فيه عندي احساس الصخور وكانني معنديش حاجة اقولها ليه معرفش ... وياتري دا حلو ولا وحش برضك معرفش.
بصراحة اليوم كان عجيب ... الشوارع زحمة جداً وممله جداً ... أأأه جبت بلوزة جديدة شكلها حلو جدا بس قصيرة ربنا يستر ومحدش يزعقلي عليها ( ايموشن خجول بيبتسم ) ...


عارفين نفسي في ايه؟؟ كيس شيبسي عائلي وأشرب معاه فيروز اناناس, اختم يومي الطويل وانام عليه بقي... يالي بقي فوتكم بعافيه ولو عجبكم نظام اليوميات قلولي وانا جاهز ولو عايزين قصص وخواطر انا حاضر ولو عايزين الاتنين علي بعض انا عبد المأمور يا سلام ... أشطوا انتم وانا انفزززززز.

الثلاثاء، 26 يونيو 2012

هذي أنا ( خاطرة )



للرحيل فلسفة تُسمي القصائد...

كالعمله أكون
أحمل النقيضين
وجهاً من الجنة
ووجهاً من النار ...

سؤال لا يحتمل
إجابتين...
هل يصعب عليكَ
تقبلي هكذا؟!؟

لو أنك تستطيع
أن تحبني كما أكون
بألفاظي البذيئة
وروحي الشرسة
بدمائي الخجولة
وخطواتي الجريئه...

لو أنك تتقبلني ...كما أنا!!
لليلة واحدة
لا ... بل لساعة واحدة
سأقبل بالدقيقة الصادقة
لأحببتني ...
لما أنا عليه.

لو أنك تراني كما أراك
لعلمت كم يغرقني
هواك ...
كم تسحرني عينيك
وكم تشبعني بسمة
شفتيك ...
إني أرضا بالقليل
وبرغم كوني الكثير...
يصعب عليك
منحي رضاك.

هل لي أن أعلم ...
لما؟؟

لما لا تحاول في بحري
بشجاعة الابحار!!
يري العالم فيَّ الجنون
حين لا تري سوي العدم.

لم أتي يوماً من الفراغ
ولم أخلق من رحم الريح
أعصابي في الغضب
تنضح سموم من ورق الازهار
فأثور كما الاعصار.

تحتار معي!!
ومع كلماتي كثيراً
كأني مرغمة
أن اسير معك
وفي يدي قاموس
عليَّ أن أكثر التعريف
والشرح والتوضيح ...
وكأن شفافيتي في التعبير
كرحم امرأة عقيمه...

كم مرة كنت كتاب
تتعمد قراءة بالمقلوب
لتبحث عن غلطة واحده
وتتهمني بتدخين القلوب.

كم مره عليَّ أن
أعلنها !!
سئمت الإنتظار
كرهت كتابة القصة
والوصول إلي خاتمة
المشوار ...
كم أكره النهايات
تصعب عليَّ
تقبل الحقيقة...

لما تجدني مستحيلة؟؟
لاني لغة جديدة!!
اجمع بين الأنوثة العريقة
والرجولة العتيقه؟؟
لاني ثائرة الكلمات
متكسرة الآهات
مجنونة اللحظات
حنونة ...
مفاجئة بدرجة رقيقة!!

لأنني كالحقيقة؟!

أنتمي لكل شئ
لبقعة الاشرار
وعالم الاخيار!!
لانك معي لن
تجد للصبر عنوان!!
لاني دهراً ...
يصعب منه الفرار.

لما يصعب عليك منحي رضاك!!

لانك معي تحتار؟؟
لانك تجد صعوبة
النظر بعين رجل
يعشق ...
رؤية إمرأة مصنوعة
من صلصال
تتشكلل للتجديد
وليس للإنتحار

الاثنين، 25 يونيو 2012

وهكذا نكون


(1) وتظل دائماً أنت

... مساء 29 سبتمبر 2009, دخلت إلي غرفتها وهي تنزع عنها ملابس الخريف, بلوزه طويلة بأكمام طويلة من اللون العنابي وبنطلون جينز بلون اخضر كلون الزيتون مع اكسسوارات نحاسية اللون, كانت عاداتها اليومية ترمي ملابسها وحذائها علي أرضية الغرفة وتخرج من خزانة ملابسها المنزلية كـبيجامة رمادية اللون, وتقرر الجلوس أمام حاسوبها الإلكتروني لتتفقد بريدها وتنتظر.... دخلت والدتها وهي تحمل صينية عليها فينجانين من الشاي بحليب وفطيرتين مع عسل اسود بالطحينة والجبنة القديمة قائلة " انا جبت العشاء "... تتأمل لساعات وساعات شاشة الحاسوب تاره وشاشة التلفاز تاره وتشرد بخيالها تاره أخري, يأتيها صوت شقيقها من الخارج بوضوح شديد... يقتحم غرفتها بدون تنبيه مسبق ...يقفز من حولها ويحتضنها " بحبها ... بحبها ... بكره خلاص هاقولها بحبها" تغمره بحنانها المعتاد وتدمع عينيها " أخويا الصغير بيحب ... حكمتك يا رب". يمسح بكفه دموعها " بس أنتي هاتفضلي دايما حبي الاول ..."  


(2) شئً بيننا إسمه .. ذكري.

كان صوتها الملئ بالمشاعر المتخبطة واضحً له عبر الهاتف ... مرتبكه... خائفة ... سعيدة ... منهاره في البكاء " أنا حامل ". تمر الأيام والشهور ... بين نكد وسعادة ... بين ثمنة واضحه غير راضية عنها وبين جسد جديد ينموا بداخلها تشتاق له . في اخر شهر من شهور الحمل يبدأ عدها التنازلي ودقت ساعة الصفر ... يتوحد ألم المخاض مع ألم حاد أصاب رأسها فاجأة... تصرخ من شدة الالم ... تخبر الطبيب ومن حولها " مش شايفة حاجة ... مش شايفة حاجة" ... يطلب منها دفعة قوية أخري أخيره .... تختفي جميع الاصوات من حولها إلا صوت طفلها ... تبتسم له ... تمد يديها لتحتضنه . بعد عام واحد من الولادة ... يأخذ الاب المولود إلي المدافن ويقف أمام مدفن مكتوب عليه " شمس موريس ... زوجة وأم ... 1984_ 2010" ... يضع الازهار علي قبرها ... "ذكري بقي عمرها سنة النهاردة".  

(3) هكذا أحبك...

تمضي أيامه بدونها في تثاقل شديد بدون تغير إلي أن يأتيه بصوتها المرح المنطلق الحر مثلها " وحشتني " ... إعتاد إختفائها لأيام وأيام وبرغم تلك العادة كان يـ مقت نفسه لانتظارها ... كان يؤلمة بقوة حبه لها وتصرفاتها الغريبة معه ...ضاع كثيراً وهو حائر هل تحبني ؟ أم أنني إحدي نزواتها ... ضعفها بين يديه ... تعبيرها المتقن عن مشاعرها بالكلمات والجسد والهمسات... جعلت تائه الخطوات بين التقدم أو الرجوع... إلي أن قرر مواجهتها " بتحبيني ؟؟" _" طبعاً بحبك " " خلاص تعالي نتجوز ..." تضحك وتضحك وتضحك ... إلي أن تتحول ضحكاتها المستفزه إلي دموع " لاء" _" يا سلام كل دا ؟؟ وبعدين لاء ليه؟؟ مادام بتحبيني وبحبك ". " زمان طلبت منك تحدد موقفك معايا وأنت رفضت ... فا حبيتك بالطريقة نفسها إلي حبتني بيها... كنت تختفي وترجع ... ولوحد مني تزعل وبكلامك توجع ... لحد ما تعودت أحبك كده ومعدش غير كده ينفع".


(4) كوتشينا ....


كانت من فتره إلي اخري ترسل له بريداً جديد ... يحتوي حكاية ... يحتوي تفصيل عن حياتها ... يحتوي جنونها ...   الحياة مغامرة لاتنتهي أبداً, عندما تغلق بوابة تفتح لك بوابة اخرى, قد تكون بداية تلك البوابة سعادة أو تعاسه, وقد تجد السعادة في متوسط مشوارك للبوابة الاخري وقد تجدها في نهاية المطاف لبداية جديدة أو بوابة اجدد تحمل عنوان المستقبل المعروف عند البعض بإسم ( المجهول), وما لا تعلمه حقاً أن بين كل حلقة وحلقة من السعادة هناك هوه أو فجوه أو منعرج من الحزن والكئابة ينتظرك والعكس صحيح, فالحياة كالرسم البياني, تارة تكون فوق وتاره في الاسفل وتاره تسير في خط مستقيم, مازالت الحياة لغز يعجز الانسان علي حلة ... لكنني اجدها معادلة يسهل التعامل معها لو قدرنا علي فك شفرتها والتواصل بشفافية وتقبلها بدون ألاعيب, بدون مراوغه وبدون أقنعه . هل جلست في إحدي الايام تتمعن صفاء السماء تصمت صوت العالم من حولك الا صوتك الداخلي, في يديك اليمني شوكولاته كيت كات وفي يديك اليسرى فنجان من الكابيتشينو, وتتسأل بتلقائية " أنا مبسوط ولا لا!!, حياتي راضي عنها؟؟, أنا موجود علي وجه الارض ليه؟" أما في حالتي فكان السؤال المتكرر " هو أنا بدور علي إيه؟ " كنت دائماً ومازلت اشعر وكأن هناك شئ من بعيد يناديني بإسمي وكان هناك صوت أو خطوات ظل تتبعني, روح ضائعة تبحث عني لتستقر بداخلي بمشيئتي أو رُغماً عني . يأتيني صوت زميلي في العمل عبر الهاتف " أنا مش فاهم أنتي ازاي لحد دلوقتي مش مرتبطة !! بنت في سنك وجمالك والي يعرفك صعب ينساكي او يدخل واحدة تانية مكانك" تعلو ضحكاتي بتلقائية كالعادة " الحياة ما بتديش الواحد كل حاجة وانا كده مبسوطة ومرتاحة كده والحمد لله, مش كل راجل بنقابلة بيكون كويس وانا عندي شغلانة حلوة وبحبها واصحاب بعتز بيهم وبصداقتهم ودا الاهم ولا انت شايف ايه بقي؟؟ " في طريق عودتي من المدرسة ( مقر عملي ) إلي المنزل رن هاتفي برقم لم اعتاد ان اراه علي شاشة الهاتف أجبت الاتصال بصوت بارد " ألو ... " أتي صوته من الطرف التاني "وحشتيني " تعالت فوق نبرات صوتي ذبذبات السخرية " شكرا... ميحوشكش غالي إن شاء الله " بنبره حاده اجاب " أنتي مش عرفاني؟ " " بصراحة مش عارفة", بتعجب ظاهر قال " بجد مش عرفاني" وببرود منذ مده وهو يعتليني أغلق الهاتف يمر الانسان بمراحل يتقلب فيها فكريا وجسدياً, قد يتقلب الانسان ويتبدل شكله وعقله سوياً وأحياناً كل منهما علي حِدا, من الطفولة إلي المراهقة إلي مرحلة الشباب إلي سن النضج إلي الشيخوخة ليصبح كهل, فإحدي المرات وانا أستمع إلي اذاعة القرآن الكريم أسرتني معلومة لم اتحقق من صحتها بعد أن مرحلة المراهقة هي المرحلة ما قبل البلوغ من سن التاسعة إلي الثالثة عشر , فأي مرحلة أمر بها الان؟ وأي مرحلة يمر بها هو !!! كل تلك الافكار كانت تغزوني وانا عائدة إلي منزلي . أسكن في شقة صغيرة أنا وصديقتاي " عنبر وزبيدة", جمال عنبر لا يوصف بالكلمات جمال مصري متأصل فرعونية الملامح بجسد فرنسي القوام ,سمراء اللون ومرحة الروح,راقية التفكير ,عالية التعليم كما يٌقال " مولوده وفي بوقها معلقة دهب" بنت من الصعيد ووالدان في الخليج وحيدة, لا تملك في الحياة سوانا أنا وزبيدة وهلا وأوليفيا . بالنسبة لزبيدة فهي بدينة الجسد في الواقع كلما حاولت زبيدة من إنقاص وزنها كلما بهت جمال وجهها, بيضاء البشرة طولها مناسب إلي حد ما, ذات نظر ضعيف تكره العدسات بشدة لذلك تفضل دائما ارتداء النظارت وتمتلك مجموعة من النظرات لتتلائم مع الوان ملابسها, المسؤلة الاولي عن مطبخ المنزل, مغرمة باللغة الصينية واليابانية والكورية, يتيمة الوالدان لديها شقيق أكبر منها مهاجر إلي إيطاليا ولم تتواصل معه منذ خمس سنوات واكثر, تعمل كطباخة في احدي المطاعم الصينية الكبيره في مصر . أما أنا فإسمي هبة الله مدرسة لغة انجليزية في مدرسة راهبات بمصر الجديدة, في منتصف العشرينيات وأنا اصغر عنبر بخمس سنوات وزبيدة بثلاثة سنوات في حين أني أكبر هلا وأوليفيا بعامين, حساسة إلي أبعد الحدود لدي القدرة علي احتواء الجميع في حين يصعب علي إجاد من يحتويني . الحالة الكوميدية لا تغيب عن منزلنا أبداً فدائماً تجد عنبر تتحدث بالفرنسية وزبيدة باليبانية او الصينية في حين ألتزم بالصمت لمشاهدة السحر الغريب والمزج المنفرد بين السُباب الفرنسي والصيني . اليوم الخميس والخميس يعني نهاية الاسبوع, إجتماع الفتيات علي العشاء والسهر أمام فيلم من اختياري علي جهاز الدي في دي . سنتشاهد الليلة فيلمي المفضل "ليلة بكي فيها القمر " ( إلي بيحب حقيقي عمره ما بيخون ) قصة الحب الوهمية في الفيلم مبنية علي تلك الجملة الرديئه, أكذوبة الصدق, جعلها تشعر بالامان فتملكها ومن ثم تركها لمصيرها, لتحصد الألم من بذور الحب, لتسير في درب النسيان تتأمل زهور الحب الجافة لتبروزها بإطار الذكريات, في حياة كل فتاة مننا قصة حب فاشلة وقصة ألم وقصة عابرة وقصة لا تُغتفر وقصة لا تنسي وقصة لا تنتهي . " أنتي بتحبي الفيلم دا ليه يا ست هبة؟؟ دا فيلم كئيب وعدي عليه مليون دهر يا بنتي " تسألني أوليفيا ويأتي من خلف صوتها صوت ضحكات الفتيات من المطبخ وهم يعدون النسكافية مع الحليب والفيشار والخبز المحمص المغطي بجبنة الفيتا الفيلم دا بيلمسني قوي, بيفكرني بقصة حبي وبقصة حب أمي وقصة حب صحبتي, الفيلم دا يا أوليفيا في حياة كل واحدة فينا بصورة أو التانية بدهشة " أزاي يعني؟ هو كل واحدة فينا كانت فنانة مثلا واتجوزت حسين فهمي وانتشاليته من الضياع وخلقته من العدم وخليته بني ادم وكان اصغر منها بكتير وفجأة تلاقيه بيخونها مع واحدة اصغر منها بكتير وفي النهاية تقف ع المسرح وتغني لا يا قلبي لا خاليك قد التحدي !!!" بهدوء شديد " يا حبيبتي الي انتي متعرفهوش ان فعلا كل واحد فينا فنان, بس كل واحد فينا عنده حاجة مميزه بيبرع فيها ومشهور بيها, يعني مثلا عندك "هلا" أحسن واحده تعرف تروق وتنسق البيت وتخالي الخرابة جنة بلمسات سحرية, عندك زبيدة أحسن واحدة تعمل طاجن سمك او صنية مكرونة بشاميل ولا ايه؟ الطبخ فن نوع من انواع الفنون وذوق خاص وراقي جدا وعنبر ماتلاقيش زايها اتنين بتعرف تعمل الاكسسوارات الجميلة دي ولا أنتي شايفة ايه؟ مش شايفة ان دا نوع من انواع الفنون, إنتي عن نفسك يا أوليفيا فنانة بالفطرة استاذة في التقليد بتقدري تقلدي اي حد بجدارة وامتياز دا انتي بتعبريه ايه؟ " تنهي الحديث بكلمة واحدة " ماشي", تتركني لتنضم إلي الفتيات في المطبخ, وتصرخ عليهم قائلة " فين النسكافية يا غجر والسندوتشات انا جعانة وسبتوني لوحدي مع السايكو, إلي بتحلل الناس بطريقة فلسفية وبرغم كده مش عايزة تدرس فلسفة "   تنتهي أمسية يوم الخميس بخسارة كل من هلا أمام عنبر في الكوتشينا و أوليفيا أمام زبيدة في الدومانوز. منزلنا المتواضع أبداً لا يخلو من الالعاب الطاولة, الدومانوز, السلم والتعبان و الكوتشينا ... في الواقع الكوتشينا علي رأس القائمة فهي اللعبة التي تجمعنا نحن الخمسة سوياً. وهكذا تُنهي رسالتها له كجميع رسائلها السابقة بدون كلمة وداع .

السبت، 23 يونيو 2012

وأنا إنسان

إحساس جميل إنك تكون إنسان, والانسانية شئ كبير, مش بس إمتيازك بالقلب الكبير او العقل هو دا اللي هايخليك إنسان لا, إمتيازك بحاجات كتيرة هو اللي مخليك إنسان. القدرة علي نعكشة حياتك وترتيبها بشكل مقبول من وجهة نظر الاخر وممتاز من وجهة نظرك, القدرة علي الحب والكره والعطاء والحسد, القدرة علي التواجد في مجتمعات والتعايش بفكر القبيله او الانفرادية والتوحد بذاتك وتقوقعك داخل القنينه, القدرة علي الحلم وتحقيق الاحلام والفشل واكتشاف حلم جديد وخلف حلم اجدد وتغير مسار الحياة, كل الحاجات دي جعلتك ( إنسان ).

أنا كمان إنسان وعندي ملامح الانسانية, بحب اهزر وبكره الغلاسة مع اني غلسة, بحب الاكل وبكره الجريمة اللي بعملها ( بزيادة الوزن ) بسبب الاكل لكن باكل وبراحتي, بحب المجتمعات بس بكره القيود الجماعية ( اللي بيفرضها المجتمع  مش الجماعة الاسلامية), بحب القرأة بس بزهق ساعات وانا بقراء كتاب, وبحب اللغات الاجنبية واني اتعلمها بس بزهق أكيد وانا بتعلمها وفي وسط الزهق دا بكتشف شغف جديد زاي ما حصل مع الانجليزي, وانا بتعلم انجليزي جالي عم الزهق دا وفاجأة اضاءة شمعة الفرنساوي في نفسي ورأسي وبدأت اقول لنفسي وماله؟؟
مع الوقت كنت بفكر بجد ليه متعلمهوش وبعدين بهزار اقول اه انا هادرس فرنساوي وبين الهزار والجد في حاجة حصلت, الغيرة اشتغلت وعمله عمايلها معايا, لما لقيت اصحابي بيعرفوا فرنساوي وانا لاء مقلتش لنفسي انا بعرف اسباني وهما لاء, دا انا قلت لنفسي ( هما ليه بيعرفوا فرنساوي وانا لاء؟ ) ومن هنا بدأت رحلة تعلم الفرنساوي, جبت CDs لتعلم الفرنسية واشتركة في موقع علي النت لتعلم الفرنسية, لحد ما قلت عليَّ وعلي أعدائي يااااارب, وروحت دورت علي مركز ندرس فيه انا واصحابي ( بما انهم محتاجين يقوا الفرنساوي بتاعهم يعني ), بعد اول حصة مع البطيخة  اللي كنا فاكرين ان اسمها " مني " وطلع اسمها حاجة تانية أصلا ومعرفوش اسمها الحقيقي الا بعد ما راحت, خالتني عملة زاي ( ذهب ولم يعد ), اعدت اقول في ذاتي يوميها ( أم الفرنساوي علي عايز يتعلم فرنساوي علي بدعوا الفرنساوي ) وطلعته من راسي تاني, بس ال CDs قصادي والموقع قصادي وعقلي في راسي وبدا الموضوع يزقزق تاني, قلت مبدهاش بقي, روحت واخده بعضي وطلعت علي مركز طلع مكسح المدرس اللي فيه عامل نفسه فلانتينو سبحان الله, فاكرة يا بسمة؟؟ تهزيق مش نافع, تطنيش مش نافع, شكوة في المركز مش نافع لما جنن امي, ( اذكر العفريت يطلع لك ) وعشان كده خالونا نختصر الحته دي, سبت المكان المعاق وروحت علي المركز الثقافي الفرنساوي, الله, احساس تاني وربنا, من أول يوم كنت مرعوبة مش عارفة ليه ولا كاني روحت كرسات قبل كده ولا ايه؟؟ مش فهمه يعني المهم, بعد اول اسبوع الحياة زاي الفل ومكونتش اي صداقة مع حد لان تقريبا كده والله اعلم ان اللي معايا هما كمان مكنوش مستعدين اصلا يخدوا علي حد, وبعد ما كنا 15 نفر صفصفنا علي 5 افراد (خمسة وخميسه في عين العدو), كل يوم كانت المدام تدخل تقول جملتين بالفرنساوي اللي بعد منه علطول تروح قالبه عربي من التتنيحة اللي بتشوفها علي وشنا وتقول ( انا زاي امبارح بسألكم عملتم ايه امبارح؟ ) والسؤال دا بنجاوب عليه بالعربي طبعا وهي تقول بالفرنساوي ( بالفرنساوي لو سمحتم ) وبعد أول 30 دقيقة الجملة المعهودة ( إية هو مالكم النهاردة؟ ) لمدة 20 حصة ب 50 ساعة كنت بسمع الجملة دي حتي في الامتحان.

كان تالت اسبوع ليا في المعهد لطيف وبدأت احس بأني في فرنسا بجد من كتر الناس اللي بتتكلم فرنساوي حوالين مني, والشعور دا اتعزز لما قررت افطر في المعهد, استعديت قبل منها بيوم واخدت القرار كان العشاء خفيف جدا, ولما صحيت من النوم غسلت وشي بسرعة ولبست هدومي اسرع, لا ويوميها لبست هدوم كنت جيباها مخصوص عشان اليوم دا, عبارة عن تيشيرت ابيض مطبوع عليه صورة دب عسول كده من بتوع Care Bear باللون البينك وعلي الموبايل بتاعي بسمع Je t'aime والكوفي في ايدي والكورواسون في ايدي التانية, وحاسيت نفسي فعلا كأني في فرنسا في احدي الكافيهات في شارع الشانزيليزيه. طبعا العوامل النفسية والبيئة المحيطة كان ليها عوامل فنية برضك, بفكر في كافيتيريا المركز الفرنسي الثقافي المفتوحه التي تغزوها الشمس من كل جانب ومن كل مكان ومن كل اتجاه مع الموسيقي الساعة 9 ونص صباحاً. احساس رائع بجد.



وزاي ما كان الكلام في السياسة كل يوم قبل ما تدخل المدام القاعة عادة, أصبح وجودي كل يوم في الكافيتيريا مع جروب المستوي الخامس عادة, استماعي لمحادثتهم الصباحية النسائية, نظرتهم لي كاطفلة ونظرتي ليهم كأنهم كبار ( كانت مفاجاة بالنسبة ليا) مكنتش متوقعة اني هاشوفهم كده, القهوة الصباحية علي انغام الكلمات الفرنسية " Bonjour " مع الكورواسون المحشي بالجبنة والفلفل, والرغي المستمر حول المدارس الفرنسية الموجودة في مصر, والحلم بالسفر إلي باريس وحكاوي بعضهن عن تجاربهم في باريس وازاي الرحلة بدات وازاي انتهت وازاي توسطتها الخلافات.

كنت كل صباح أخطو فيه اول خطوة ليا داخل المعهد كنت بتحول لشخص تاني, شخص لذيذ, هادي جداً, بيبتسم وبيستمع جيداً للي حوالية ومهما اتكلم صوته مكنش بيوصل بدرجة ان اللي حوالين منه واخدين عنه فكره انه خجول.

يوم الامتحان... يكرم المرء او يهان. جالي اسهال بجد, اتخضيت شعوري اني اقل واحده في زملائي إلماماً باللغة والكلمات جعلني أصاب بالاحباط والخوف, كنت مرعوبة وكنت خارجة منه كأني خارجة من امتحان الجامعة بتاع المحاسبة ومفيش علي لساني غير ( انا عارفة انا هاسقط وهاشيل محاسبة السنادي) لكن الحمد لله زاي كل مره بنجح في المحاسبة بتقدير جيد.

خلص الكور الاول ووادعنا اللي وداعناه وانتقلنا للكور التاني واحنا معانا ذكريات حلوة, ذكريات يمكن متتعداه حدود الكورس دا, ويمكن بالنسبة لحد تاني متعدتش اي حاجة عنده اصلا, بس بالنسبة ليا, عدت لحاجات تانية وانتقلت بيا من حالة لحالة ومن شهر لشهر وخالتني مستعدة استقبل الناس الجديدة.